كلمات على مضض

أحجز لي مكاناً
في اللامكان ....في الغربة....
حيث الإنسان ...إنسان ...
والصباح فيه يقبل خدود النائمين
والليل يرشف الحلم في أفواههم
كزقزقة العصافير
أحجزلي مكاناً
في المكان ....بلادي مجازا ....
رغماً أرتضيها
لأن الإنسان ما عاد أنساناً
في بلادي ..........
والصباحات واجمةٌ ترسم الحزن
على وجوهنا
تقبلنا بقبل المفخخات
وتطعمنا لأفواه الطائفيين
والليل فيها
وأي ليلٍ يا صاحبي ؟
يرشف الرصاص في أفوه الأحرار
ويسرق الدمى من عيون الأطفال
ويقتل الفرحة في الخلوة العذرية
في دخلة الأزواج
أيُ أزواجٍ وكلهن عذارى ؟
والمناديل ياصاحبي
مضمخة
أدمتها رصاصات الجاهلين .
بلادٌ فيها الحرمان وحده يصنع الحياة
وأن (شيلر ) مخطىءٌ
لأنهم لايفقهون الحب يا صاحبي
بلادٌ فيها أُمهاتنا أنقضن شعرهن لطماً
من بعد الحب والغناء
ذهبا يا صاحبي
بأذنِ الجهلاء
بلادٌ يا صاحبي
فيها الأغاني الحزينة ...واللافتات السود...
والتجاعيد على وجه أُمهاتنا
تحكي لنا
أن هذه البلاد
كم من مرةٍ اغتصبت
وغزاها الحزن
وسادها الليل البهيم
بلادٌ فيها (الدللول)
تهدهدها الأم على الميتين
وترضع ثديها للقبر
وتقول ........
((هاك يا بني تلمسه
وتﮔرب

بحلكك وتحسسه....
دللول يا بني دللول .... عدوك بعيد وساكن الجول))
**********
بلادنا ما عادت تريدنا
يا صاحبي
وبغداد أفشت الخدعة
ل(شهريار)
فقتلت (شهرزاد)
وتكممت حكاياتها للعابرين
***********
أحجز لي مكاناً ....في اللامكان ....
لنصنع المكان
ونطلق عليه ...........
عراق بلا عراق
بلا دجلة والفرات
بلا أغاني حزينة
لنصنعه يا صا حبي
من ذواتنا العذرية
ونطوي ذكرياتنا
في الكتب القديمة
ونخط على حدوده
ممنوعةٌ أنت يا (أور )
من الدخول
وما عدنا نحتاج مسلتك ...حمو رابي ...
وما عادت (سومر) تشوقنا بقيثارتها
وغرِي غيرنا بغداد
فشارع أبي نواس مهجورٌ
ونو ارس دجلة مقتولةُ
ومقاماتك مصلوبةُ
على قانون أبنائك .



عبد العزيز الشويلي
18/6/2007