الالكترونيات
يقف العالم اليوم على ابواب ثورة الكترونية ستعصف بكل ما هو قديم من علم و معلومات ولعلنا بدأنا نشهد بشكل واضح معالم هذه الثورة المخيفة وبدأنا نستخدم هذه الاجهزة الدقيقة الصغيرة بل المتناهية في الصغر والتي تقوم بأعقد العمليات الحسابية وتجيب عن اعقد الاسئلة التي وقف الانسان عاجزا حيالها مدة طويلة من الزمن ، ولا يغيب عن بالنا ان الانسان هو الذي ابدع هذه الاجهزة وهو الذي يتحكم بها وبدقة عملها.
امام هذا المارد الجديد لا خيار لنا في ان نطرق ابواب هذا العلم وليس من مجال لنا في ان نزيد من تخلفنا تخلفاً ، لذلك لا بد لنا الا اللحاق بهذا الركب السريع المتسارع.
ان علم الالكترونيات هو العلم الذي تعلق بسريان الالكترونات في الفراغ او في الغاز كما هو الحال في الصمامات الالكترونية، او سريانها في المواد الصلبة (كما في الترانزستور) لذلك فإن هذا العلم يشمل تركيب وأسس تصميم وعمل هذه العناصر الاساسية ودراسة دوائرها والاجهزة التي تحويها .
يعود ابتداء عصر الالكترونيات الى عام 1883 حينما اكتشف اديسون ظاهرة الانبعاث الحراري وذلك اثناء محاولته تحسين اضاءة المصباح الذي اخترعه، فبينما كان اديسون يجري تجاربه على المصباح ادخل لوحاً معدنياً داخل المصباح وعندما شحن فتيلة المصباح ووصل اللوح بسلك خارجي الى القطب الموجب من الفتيلة لاحظ سريان تيار في ذلك السلك مما يدل على تدفق شحنات كهربائية من الفتيلة الى اللوح وخلال الفراغ ، كذلك لاحظ عدم سريان التيار عند وصل اللوح بالقطب السالب للفتيلة ، وتعتبر هذه الظاهرة اول اثبات عملي بأن التيار يتكون من سريان الشحنات السالبة.
عندما لاحظ ادسيون هذه الظاهرة ، لم تكن فكرة الالكترونيات قد تبلورت بعد ، ففي عام 1897 رسخ طومسون فكرة وجود الالكترونات واستطاع بذلك تفسير ظاهرة اديسون ، ورغم ان طومسون لم يستطيع ان يعين قيمة شحنة الالكترون او كتلته ، فقد نجح في تحقيق النسبة بينهما وبين ثباتها في جميع الالكترونات.
وقد دارت بعدئذ ابحاث عديدة لتعيين شحنة وكتلة الالكترون كان اعظمها نجاحاً تلك التجارب التي قام بها مليكان الذي تمكن في سنة 1910 من تعيين شحنة الالكترون ومنها حسب حسب كتلة الالكترون معتمداً على النسبة التي وجدها طومسون.
وبعد انقضاء عشرين عاماً على ظاهرة اديسون تمكن فلمنكغ من استغلال هذه الظاهرة فأخترع الصمام الثنائي الذي اقتصر استخدامه في كشف امواج الراديو وذلك لعدم انتشار التيار المتناوب حينئذ.
ولعل دي فوريه يعتبر احسن من ساهم في علم الالكترونيات وذلك عندما اضاف في سنة 1906 قضيباً ثالثاً الى صمام فلمنكغ ، وبذلك امكن استخدام هذا الصمام الثلاثي في كشف وتكبير وتوليد الاشارات الكهربائية.
لقد استخدمت ولعدة سنين خاصية التقويم للبلورات الطبيعية في الكشف عن الامواج الراديويه إلا ان ظهور الصمام الثلاثي ادى الى هجرتها فترة من الزمن غير انها عادة الى ميدان المنافسة قبيل الحرب العالمية الثانية حيث اظهرت هذه البلورات كفاءة اعلى في الكشف عن امواج الرادار ذي الترددات العالية ، والذي كان قد اخترع في تلك الايام، ولقد استمرت الابحاث في المواد البلورية حتى ادت الى اختراع الترانزستور عام 1948 الذي احدث ثورة عظمى في الصناعات الالكترونية وجعل الصمامات تختفي يوما بعد يوم من الكثير من الاجهزة الالكترونية .
ومنذ ولادة وحتى الان تتوالى الابحاث في تطوير الترانزستور وقد انتجت اصناف كثيرة منه وكذلك تستمر الابحاث في تصغير وربط العديد منه لتكون دائرة متكاملة في شريحة واحدة .
وقد وصلت التقنية هذه الايام بحيث يمكن تصنيع الترانزستور في مساحة لا تتعدى واحد من الف من الملمتر المربع ، ومثل هذا التطور في الصناعات الالكترونية جعل الاجهزة الالكترونية تكون ذات احجام صغيرة و تقوم بعملها بمدة اسرع .
تحياتي علي العبدلي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]